Thursday, January 26, 2017

دوم .. تاتا.. دوم

أعلنت الصين عام 2017 عاما للفيل تنهي خلاله تجارة العاج على أراضيها. لهذا الحدث أهمية خاصة كون الصين أكبر سوق لتلك التجارة التي أودت بحياة ما يقدر بنحو عشرين ألف فيل العام الماضي فقط. خبر جميل لمحبي الأفيال والبيئة ولكوكومبا المحب للمغامرة والاستكشاف والذي اخترت أنا وصغيرتي نور مغامرة من مغامراته لنقرأها معا احتفالا بهذه المناسبة السعيدة.
دوم.. تاتا.. دوم.. عنوان واحدة من ثلاث مغامرات شائقة لفيل صغير يُدعى كوكومبا نسجت تفاصيلها الكاتبة الدكتورة عفاف طبالة بمغزل حكاياتها السحرية. استوقفنا العنوان أنا ونور وكان محورا لحديثنا.

 دوم ..صوت القوة والإقدام.
تاتا.. صوت الضعف والحماية.
صوتان يتنازعان داخل كوكومبا وداخل عائلته التي تحميه وترعاه.
 تبدأ الحكاية باستقبال عائلة كوكومبا ميلاده مع نهاية فصل الشتاء وهي عائلة قوية كبيرة تهز الغابة أثناء سيرها بقوة وجلال. كانت والدة كوكومبا تهدهده بخرطومها فيشعر بالأمان في حضنها وينام مطمئنا على صوت الهدهدة المنتظم "طم تاتا طم". ومع إطلالة فصل الربيع خرجت الأفيال في نزهة إلى الغابة وخرج كوكومبا لأول مرة معهم، لكنه لم يستمتع بالنزهة  فقد كانت عائلته تحيط به من كل جانب  فلم ير شيئا.
شرحت له أمه السبب وهو حمايته من الأذى لأنه مازال صغيرا وهناك أشياء لم يختبرها بعد، ولكن كوكومبا الصغير ظل حزينا. علم جده بالأمر فقرر أن يأخذه في نزهة معه بمفردهما. فرح كوكومبا وأثناء سيره ردد صيحة الأفيال معلنا وجوده للعالم الكبير، سمعه فهد فظن أنه بمفرده وسار بحرص متتبعا صوته. في الطريق قابل كوكومبا وجده حاجزا من جذوع الأشجار، حذره جده من تسلقه حتى لا ينزلق ويؤذي نفسه ولكن كوكومبا لم ينصت وظن أن بإمكانه تسلق الحاجز دون أن ينزلق لأنه أخف من جده وكان ظنه بمحله، اجتاز الحاجز بسهولة دون أن يصاب بأذى فمنحه ذلك ثقة كبيرة جعلته يسرع خطاه ولا ينصت لجده عندما منعه من الاقتراب من جسم متكور صغير جذبه شكله فاقترب منه.. تُرى ماذا حدث لكوكومبا الصغير؟ وماذا عن الفهد المتربص؟ هل تعلم كوكومبا شيئا؟ هل خاف ولم يعد ينصت لوقع صوت ال "دوم"؟
بانتهاء القصة التي تمت صياغة نهايتها بعناية وحكمة في حوارجميل بين الأم وكوكومبا انفتح باب المواجهة وجلست على كرسي الاعتراف اتحدث أمام ابنتي عن الصوتين المتنازعين، فأنا أريد لها أن تنطلق حرة.. تستكشف الحياة بثقة  وتختبر المدى الأقصى للمشاعر.. أريد أن يبقى صوت الإقدام والشغف هو الحاضر ولكني اعترف أنني أخاف في بعض الأحيان فيحاصرني صوت آخر يؤثر السلامة.. ابتسمت نور وربتت على ظهري قائلة "أفهمك يا ماما" متى أصبحت هذه الصغيرة تمتلك القدرة على فهم تلك المشاعر المختلطة؟ فارتفع صوت ال"دوم" نابضا بقوة ثم ضممتها لنسمع معا صوت ال"طم تاتا طم".
يبقى أن أذكر أننا أحببنا الرسوم التي اعتمدت على تشكيلات الصلصال للرسامة سمر صلاح الدين. مرفق بالكتاب سي دي للنص محكيا ومحركا في تجربة جديدة سيحبها الصغار. لكوكومبا مغامرات أخرى جميلة (تراك تاتا تراك) و(هولا تاتا هولا) أصوات أخرى تستحق اكتشاف المعنى وراءها.
الكتب عن دار نهضة مصر.

2 comments: