Friday, April 22, 2016

كيس بطاطا لن أكون

عنوان غير تقليدي لقصة مرحة وذكية أمضينا أنا وابنتي وقتا جميلا في قراءتها وضحكنا من القلب ونحن نقرأ النص المنظوم خفيف الظل للكاتبة الفلسطينية "ناهد الشوا" ونشاهد الرسوم اللطيفة الرشيقة للرسام السوري "أيهم حويجة". تروى القصة على لسان طفلة تشعر بالملل للمرور البطيء للوقت في الإجازة الصيفية ولا يبدو أن لدى أسرتها خطة لسفر قريب. تفكر في مصيرها الحتمي بين مشاهدة التلفاز و الأكل والجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات، ستنسى صوتها بالتأكيد والأخطر من ذلك أنها قد تتحول إلى (كيس بطاطا) من قلة الحركة وعدم إعمال العقل! ترفض الفتاة هذا المصير وتبدأ في إعداد خطة لمواجهة الملل والكسل. ثم تمضي أحداث القصة حيث نرى خلالها الفتاة وهي تضع خطتها قيد التنفيذ يعاونها في ذلك أفراد أسرتها والجيران.  


الحكي المنظوم واستخدام مفرادت وتراكيب لغوية رشيقة هو ما يميز أسلوب الكاتبة "ناهد الشوا" ويجعل لحكاياتها نكهة مختلفة. لقد أحبت ابنتي النص المكتوب وموسيقاه إضافة إلى تطعيم النص بالفكاهة وأعجبها كثيرا تعبير (كيس بطاطا) والآن حين ألفتُ انتباهها إلى أن وقت استخدام (الآيباد) قد أوشك على الانتهاء أصبحت تطمئنني قائلة: " متخفيش ماما مش حاكون كيس بطاطا أبدا!". لقد نجحت الكاتبة في رسم صورة ذهنية تلفت بها انتباه القاريء الطفل إلى خطورة الكسل والملل والعالم الأرحب الذي ينتظره متى عقد العزم على إعمال العقل ورغب في أن (يكون). أيضا أحببنا كثيرا ما بعد الحكاية -إن شئت أن تسميه- فقد فاجأتنا الكاتبة بلمحات من مستقبل الفتاة واختتمت الحكاية بسؤال موجه للطفل القاريء مما يفتح المجال للتفكير والنقاش. ليس من قبيل المصادفة أيضا أن تجعل الكاتبة الفتاة المحرك الرئيسي للأحداث، فهي من أدركت المشكلة وهي التي بحثت عن حل مما يدعم فكرة القدرة على أن (تكون) وأن منبع تلك القدرة من داخل الإنسان لا من خارجه.
أما عن الرسوم فقد كانت خفيفة الظل ورشيقة كالنص المكتوب. برع الرسام في رسم تعبيرات الوجه لتظهر المشاعر المختلفة للبطلة من قلق وتوتر وملل وشعور بالبهجة والإنجاز. وكان مشهد الفتاة وهي تقف كفارسة مغوارة متحدية الكسل والمرور الممل للوقت وسط الساعات المستلهم بعضها من لوحة "سلفادور دالي" الشهيرة (إصرار الذاكرة) من المشاهد المرسومة التي أحببناها.
للمزيد عن أعمال الكاتبة "ناهد الشوا" للأطفال ومشروعها القيم الذي يحمل رسالة تقديم كتب عربية بمعاييرعالمية تابعوا صفحتها على الفيسبوك على الرابط التالي: https://www.facebook.com/Nahed-Al-Shawa-The-Author-الكاتبة-ناهد-الشوا-160121034049826/