ماذا حل بحسام منذ أن سكن المنزل الأزرق؟
تساءل العصفور الذي كان يغرد على نافذته كل
صباح، وتساءلت أزهار الحديقة فقد كان دائم الاعتناء بها، وشجرة البرتقال تفتقد أيامهما
معا يقطف من ثمارها برتقالا شهيا، وكرته التي افتقدت اللعب معه بمرح.
المنزل الأزرق قصة ذكية رشيقة الكلمات تأليف
كاتبة الأطفال المصرية سماح أبوبكر عزت، تصاحبها رسوم مميزة للرسامة السورية تانيا
الكيال. أمضيت أنا وابنتي نور وقتا ممتعا نتجاذب
أطراف الحديث حول ذلك المنزل الذي سكنه حسام بعدما أهداه والده في عيد ميلاده
هاتفا ذكيا ومنذ أن سكنه اختلف العالم من حوله أو لنقل اختلف حسام.
المنزل الأزرق
هو الفيس بوك الذي يسكنه معظمنا مع حسام بطل القصة فأصبحنا نعيش في بيت افتراضي بلا
روح. أصبح حسام لا يفارق هاتفه، عيناه معلقتان دوما بشاشته، يقطف ثمارا غير حقيقية
في مزرعة افتراضية ويرسل زهورا بلا رائحة بلا روح، وازداد وزنه من قلة الحركة، حتى
مدرسته أصبح يذهب إليها وخياله معلقا بشاشته فهو يريد أن يعود مسرعا إلى منزله الأزرق.
ولكن العصفور وأزهار الحديقة وشجرة البرتقال و كرته الصغيرة ظلوا يأملون في يوم
يعود إليهم حسام. ترى هل يعود؟
أحبت نور الفكرة كثيرا وأخذتها وسيلة للفت
انتباهي إلى أنني أمضيت في الفترة الأخيرة وقتا طويلا داخل المنزل الأزرق وأنني في بعض
الأحيان كنتُ مثل حسام، عيناي معلقتان بشاشة هاتفي ولا أسمع حكاياتها. ولم تنس أن
تذكرني بأنها لا تسكن المنزل الأزرق لأني لم أسمح لها بذلك، وكيف أنني كنت في
فترات أفصح لها عن رغبتي في خروجي منه وصفع الباب ورائي بقوة. القصص الذكية هي
التي تفتح بابا من الأسئلة والمكاشفة.. أليس كذلك؟ والمنزل الأزرق يفتح ذلك الباب على مصراعيه.
أحببنا أيضا كيف رسمت الرسامة تانيا الكيال
العصفور حرا طليقا ووضعت فوق رأس حسام قفصا.
قصة المنزل الأزرق من انتاج دار البنان – لبنان ومرشحة في القائمة الطويلة لنيل جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل لهذا العام.