Friday, August 29, 2014

كتابي الأليف



ترغب ابنتي نور في اقتناء قط، ولكن لدى والدها حساسية من القطط. دار نقاش بين ثلاثتنا حول إمكانية اقتناء كلب وانتهى النقاش إلى أنني سأكون حتما المسؤولة عن اصطحاب الكلب لقضاء حاجته ولكن مهلا...لست على استعداد أبدا أن اصطحب الكلب لقضاء حاجته في درجات حرارة تصل إلى 11 درجة تحت الصفر! لا مكان لقط أو كلب في بيتنا إذن.  

بعد مرور أيام على نقاش اقتناء حيوان أليف هذا، طالعنا ذلك الكتاب بلونه الأحمر المبهج واسمه غير المألوف My Pet Book  أو إن شئت -كتابي الأليف- على رفوف محل لبيع الكتب. تصفحتُ ونور القصة وأحببنا على الفور صبي المدينة الصغير الذي لم يكن يريد حيوانا أليفا تقليديا كأغلب الناس في مدينته، فهو لا يريد قطا يجعله يعطس وليس مهتما باقتناء جرو، يريد الصبي كتابا. ومن خلال نص مرح يعتمد على نظم الكلمات بشكل أساسي مضينا مع الصبي وكتابه ذي الغلاف الأحمر الذي ابتاعه من محل لبيع الكتب بأسعار مخفضة. يعدد الصبي مزايا اقتناء كتاب أليف في مقابل اقتناء حيوان أليف، فهو لا يأكل ولا يشرب ولا يحتاج إلى الاستحمام والأهم من ذلك لا يحتاج إلى قضاء حاجته. بإمكانك أن تصطحبه معك في تمشية لطيفة في المساء فهو مختلف عن تلك الكلاب غير المهذبة التي تطارد القطط وعن تلك القطة التي تنام باستمرار وتصدر أزيزا. الكتاب الأليف لا يصدر صوتا ولا يلعق فراءه. والأهم من ذلك أن بداخل الكتاب مغامرات وحكايات كثيرة عظيمة يقرأها الصبي ويتخيل أنه جزء من تلك المغامرات والحكايات. ومن خلال الرسوم نراه تارة فارسا مغوارا يقف بشجاعة في وجه تنين ضخم ينفث لهيبا من فمه   وتارة أخرى رائدا للفضاء يجلس داخل مركبة فضائية ويستكشف الكواكب البعيدة وتارة ثالثة غواصا يصارع إخطابوطا عملاقا في أعماق البحر. كان الكتاب ينتظر الصبي دوما في البيت ريثما يعود من المدرسة، إلا أنه في ذات يوم عاد الصبي من مدرسته ليجد كتابه قد اختفى. بكى الصبي بكاءا حارا فسمعته السيدة التي تعتني بالمنزل واخبرته أنها على الأرجح قد وضعته في صندوق مع أشياء أخرى قديمة من البيت وسلمته إلى دكان البضائع المستعملة. فتبدأ رحلة الصبي معها إلى الدكان للبحث عن كتابه الحميم.

تلك القصة اللطيفة عن الصداقة مع الكتب تصاحبها رسوم مبهجة الألوان، مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تضيف إلى النص المكتوب  وتتداخل معه لتحكي جزءا من القصة هي الأخرى. المهم أمضيت ونور وقتا مرحا بين صفحاتها والأهم أنني تخلصت من إحساسي بالذنب تجاه نور لعدم قدرتنا على منحها حيوانا أليفا، فقد شعرت نور بتآلف مع الصبي وأعجبتها جدا فكرة الكتاب الأليف. ارشح الكتاب لكل محبي الكتب ورائحتها وملمسها- صغارا وكبارا- ولكل من يريد حث الأطفال على القراءة، ولمن لديه مشكلة مع الحيوانات الأليفة مثلنا. بقي ذكر أن الكتاب من تأليف ورسوم الرسام الأمريكي بوب ستيك Bob Staake الذي أبدع العديد من الكتب المصورة للأطفال.